محمد حامد (دبي)

يخوض برشلونة الاختبار الأصعب منذ بداية موسمه الحالي، حينما يحل ضيفاً على إنتر ميلان العائد بقوة إلى أجواء المنافسة على دوري بلاده، والطامح في الوقت ذاته إلى مواصلة المشوار في دوري الأبطال، فقد حقق النيراتزوري 7 انتصارات متتالية في الدوري الإيطالي جعلته وصيفاً لليوفي بعد مرور 11 جولة، وهو الأفضل دفاعياً في البطولة الإيطالية، والمفارقة أنه جمع 25 نقطة في بطولته المحلية يحتل بها المركز الثاني، فيما يملك البارسا 24 نقطة يتصدر بها جدول ترتيب الدوري الإسباني، وفي الوقت الذي استقبل مرمى الإنتر 6 أهداف فقط في الكالشيو، فقد سمح البارسا بدخول 14 هدفاً في مرماه بالليجا.
وعلى الرغم من أن موقعة الليلة تقام في إطار مباريات مرحلة المجموعات لدوري الأبطال، فإن أرقام الإنتر والبارسا في بطولتي الدوري تحمل مؤشرات مهمة، على رأسها أن الإنتر لم يعد فريقاً باهتاً يعيش على أمجاد ثلاثية 2010، وعلى مستوى الأداء في النسخة الحالية لدوري الأبطال، فقد كان الإنتر يسير بصورة جيدة، محققاً الفوز في مباراتين على حساب توتنهام وآيندهوفن داخل وخارج معقله، ولكنه سقط على يد البارسا في الكامب نو، وهي الهزيمة الوحيدة في سلسلة انتصارات النيراتزوري المتتالية محلياً وقارياً.
وبعيداً عن القدرات الخاصة التي يتمتع بها البارسا، وترشحه الدائم للفوز على أي منافس، فإن إنتر ميلان يملك الكثير من دوافع ومقومات تحقيق الفوز على ضيفه في قمة الجولة الرابعة لمرحلة المجموعات لدوري الأبطال الليلة، فالمباراة تقام بمعقل الإنتر في جيوزيبي مياتزا، كما أن التشكيلة التي ستخوض المباراة لا تعاني من أي نقص أو غيابات على العكس من موقعة الكامب نو، حيث يسجل الخماسي الخبير حضوره في المباراة، وهم حامي العرين هاندانوفيتش، والمدافع البرازيلي القوي ميراندا، والنجم الكرواتي بيريزيتش، وأمامه الهداف الأرجنتيني إيكاردي، وفي منتصف الملعب يعود المايسترو ناينجولان.
وعلى الرغم من أن الفرصة تظل مواتية للإنتر لتحقيق الفوز ومشاركة البارسا في صدارة المجموعة قبل أن يتعقد موقف الفريق في الصعود، خاصة أنه سوف يشد الرحال إلى لندن لملاقاة توتنهام، فإن «ورقة الخوف» تشكل التهديد الأكبر للفريق الإيطالي، فقد قرر ليونيل ميسي السفر إلى إيطاليا، والانضمام لقائمة الفريق على الرغم من عدم منحه موافقة طبية بالمشاركة في المباراة، وتشير التقارير الإسبانية، وكذلك الإيطالية، إلى أن ميسي قد يشارك في جزء من المباراة، خاصة إذا تعقد الموقف، إلا أن فالفيردي قد لا يخاطر به في حال ابتسم سيناريو المواجهة للكتالوني.
وأشارت صحيفة «سبورت» الكتالونية إلى أن ميسي طلب المشاركة في المباراة، فوافق الجهاز الفني على ضمه لقائمة الفريق، خاصة أنه عاد للتدريبات الجماعية في الأيام الأخيرة، وهي عودة مبكرة بما يقرب من أسبوع عن الموعد المحدد سابقاً، فقد أشارت التقارير الطبية عقب إصابته أمام إشبيلية قبل 16 يوماً، إلى أن فترة غيابه سوف تمتد إلى 3 أسابيع، وعلى الرغم من أن العودة المبكرة لميسي تدعم البارسا، وتثير مخاوف الإنتر فإن الفريق الكتالوني يسير بخطى جيدة في غياب نجمه الأول.
ويعتمد فريق فالفيردي على تألق لويس سواريز في المباريات الأخيرة، فقد سجل 6 أهداف في 3 مباريات ببطولة الدوري، ويريد افتتاح رصيده التهديفي في النسخة الحالية لدوري الأبطال على حساب الإنتر، فقد شارك سواريز في 3 مباريات، ولم يسجل أي هدف، وتشير الإحصائيات إلى أن النجم الأوروجوياني لديه 19 هدفاً في 41 مباراة بقميص برشلونة في البطولة القارية، وقد يكون الهدف 20 حاسماً في تأهل البارسا للدور المقبل في البطولة.
أرقام وإحصائيات الأداء في النسخة الحالية لدوري الأبطال، تشير إلى أن البارسا يظل الأفضل مقارنة مع الإنتر، وخاصة على مستوى جودة الأداء، حيث يبلغ متوسط نسبة التحكم في المباريات لدى المعسكر الكتالوني 62%، فيما لا تتجاوز هذه النسبة 46% في الإنتر، كما أن الفارق في عدد التمريرات يبدو كبيراً، ويؤشر إلى أن طابع أداء البارسا لا يمكن لأي فريق مجاراته فيه باستثناء مان سيتي، فقد بلغ عدد التمريرات في المباريات الثلاث 2275 تمريرة مقابل 2034 للإنتر، ولا يتفوق الأخير على الفريق القادم من كتالونيا إلا بمعدل المسافات المقطوعة خلال المواجهات الثلاث الماضية في النسخة الحالية للبطولة، والتي تبلغ 331 كم للإنتر، و 316 للبارسا.